الأحد، 8 نوفمبر 2009

اتفقا

ما عهدتهما يتفقا علي شيء أبدا فهما دائما الخلاف دائما العراك لا يوجد بينهما إلا الندية ولكن أخيرا اتفقا. اتفقا هذان الكيانان اللذان يسكنان بداخلي, هذا القلب الأهوج الذي دائما ما يوقعني في الزلل والخطأ,وعقلي الذي دائما ما يحرمني من لحظات سعادتي ويضيع فرصي في الفرح. نعم اتفقا علي حبي الغالي علي نبع أفكاري اتفقا علي ملاكي البريء وكأن كلا منهما قد وجد ضالته. ولا أخفي أن هذا الشخص لم يكن ليوجد إلا في خيالي فكم حلمت وتمنيت ودعوت الله أن أحقق حلمي في إيجاد شخص مثله ولكني تعجب كل العجب في أن قلبي لم يكن هو ما يحركني في بادئ الأمر ولكن كان عقلي هو سيد الموقف ولكن قلبي سرعان ما عاد إلي وضعه وبدء في السيطرة ولكن في نفس الاتجاه الذي سار عليه العقل فهما أصبحا شريكان في هذا الحب كل منهما يسوق الدلائل علي أن هذا هو الحب الذي سوف يسعدني طوال حياتي,حبا أن شاء له القدر جمعني بمحبوبتي هذه وإن لا فسوف أموت وقلبي يحتضن حبها. ولكنهم لم يبقوا طويلا متفقين, فسرعان ما دار الصراع بينهما علي نوع العلاقة هذه فيهمس العقل قائلا:"دع محبو بتك وشئنها فلربما تحدثت معها وعرفت أنك لا تسكن قلبها فستجرح جرحا لن يلتئم طوال حياتك وأن كانت تحبك فربما يكون كلامك معها هو بداية نهاية حبك فربما لاتجد فيها ما كنت تريد وربما هي تكون قد خدعت فيك دع حبك الأفلاطوني هذا يعيش إلا حين ميسره".ولكن قلبي يقاطعه في تسرع قائلا"يا عم أجري وكلمها لحسن حد يخطفها منك وتيجي تبكيلي بعد كده وبعدين يا عم العقل أنت مش كنت قلت عليها أنها محترمه يعني لو مش بتحبه مش هتجرحه أركن لنا علي جنب خلي الود يعيش حياته شويه ولا أقولك دور علي رقمها وكلمها بس الأحسن أنك بسرعة تروح تكلمها وش وهي حتى لو مش حاسة بيك هتنبهر بجراءتك وهتقع فيك يا عمي روح وسيبك من العقل اللي بيكتفك ده". وفي هذه اللحظة يرتفع صوت عقلي وكأنه يود الدفاع عن نفسه قائلا"لطالما أوقعته بتهورك هذا في مصائب كثيرة دعه وشأنه كما هو ولا تدع أحد ينظر إليه نظره سوف تجرح أول ما تجرح هو أنت أيها القلب الأحمق دعه يعيش هذا الحب النقي دعه يسعد ولو بالشئ اليسير ولا تقتل سعادتك بنفسك أيها القلب الغبي" ويبدوا أن كلمه الغبي قد أثارته فيرد "يا عم الحكيم أنت أهدي شويه يعني قفلتها يا فالح طيب خليه كده لا طايل لا سما ولا أرض خليه متعلق وفي الأخر يا فالح هتطلع بتحب واحد تاني وبعدين تيجي قال توسيه وتقله نصيبك كده أدي اللي أنت فالح فيه يا عم الناصح"علي هذه الكلمات أنتهي الحوار ونهضت من مضجعي ولكني ما زلت حائرا من أتبع؟؟أي الطريقين أسلك؟؟ماذا أفعل يا تري؟؟, وإلي من أستجيب؟!وإلي أن أصل ألي قرار وإلي أن ينتصر أحدهما علي الأخر سوف أعاني شجارهما كل ليله وسيظل حبي معلقا بين هذا وذاك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق